ثقافة بلا حدود
اهلا بك زائرنا الكريم في منتدي ثقافة بلا حدود
يسعدنا انضمامك الي اسرة منتدانا
تحياتي
ادارة المنتدي
ثقافة بلا حدود
اهلا بك زائرنا الكريم في منتدي ثقافة بلا حدود
يسعدنا انضمامك الي اسرة منتدانا
تحياتي
ادارة المنتدي
ثقافة بلا حدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بوابتك للمعرفة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عينا أحمد حرارة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خديجة الروح
Admin
Admin
خديجة الروح


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1249
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/
العمل/الترفيه : محامية

عينا أحمد حرارة Empty
مُساهمةموضوع: عينا أحمد حرارة   عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 5:14 pm

بقلم فهمي هويدي
لاأعرف عن هذا الرجل سوى اسمه، لكنه يسبب لى وجعا وأرقا مستمرين منذ عرفت
قصته، التى تسرب إلى شعورا بالذنب لم يفارقنى طول الوقت. ذلك أنه أحد
الذين أسهموا فى انقشاع الظلمة التى حلت بمصر، ودفعوا غاليا ثمن إطلاق
سراح 85 مليون مواطن عانوا من الذل والهوان طيلة أكثر من ثلاثين عاما. هو
أقل من شهيد وأقل من حى. فالشهيد يموت مرة واحدة وتصعد روحه إلى بارئها.
لكن صاحبنا هذا قتلوه وتركوه يمشى على قدميه. فقأوا عينيه وتركوا له بقية
جسده وروحه


كان طبيب الأسنان أحمد حرارة البالغ من العمر واحدا وثلاثين عاما قد
فقد عينه يوم 29 يناير الماضى، حين أعلن شعب مصر غضبته وثورته على الرئيس
السابق ونظامه. كان واحدا من الذين أطلق عليهم الأمن المركزى رصاصاته،
فأصاب الخرطوش وجهه وعنقه وصدره. اخترقت قرنية عينه اليمنى أربع شظايا،
وأصابت واحدة عنقه، وسبب له الخرطوش نزفا فى الرئة. حين نقل إلى المستشفى
ظل فى غيبوبة طوال ثلاثة أيام، ولم يستطع الأطباء إنقاذ عينه المصابة،
فاستسلم لقدره، وغطى عينه المعطوبة بقطعة من الرصاص كتب عليها 28 يناير،
تاريخ اغتيالها وإطفاء نورها. ثم أمضى شهرين تحت العلاج فى بيته، حتى
استعاد عافيته واستأنف حياته العادية.


يوم 19 نوفمبر، حين انقضت قوات الأمن المركزى على المعتصمين فى ميدان
التحرير، الذين كانوا أهالى الشهداء والمصابين، فإن الرجل كان واحدا من
الذين استفزهم التصرف واستشعروا المهانة. فخرج مع الألوف الذين انتفضوا
يومذاك دفاعا عن كرامتهم واحتجاجا عن ذلك السلوك الأخرق. وكان نصيبه رصاصة
أصابت عينه الثانية وأطفأت نورها إلى الأبد.


اعرف أن مئات الرجال الشجعان فقدوا حياتهم فى تلك المظاهرات، وأن عدة
آلاف أصيبوا إصابات اختلفت فى درجة جسامتها، لكن مبلغ علمى ان واحدا فقط
فقد عينيه حتى أصبح عاجزا عن رؤية العالم، هو احمد حرارة، الأمر الذى
يحملنا جميعا مسئولية خاصة إزاءه.


أيضا لا أستطيع أن أنسى أو أتجاهل أن أولئك الذين ضحوا من أجل أن
يستعيد الشعب المصرى حريته لهم علينا حقوق يجب أن نؤديها، سواء من جانب
الحكومة أو من جانب المجتمع. ومن العار علينا أن نقصر فى أى من تلك
الحقوق، فلا نعوضهم ولا نقدم لهم ما يحتاجونه من رعاية، ولا نوفر لهم
الحياة الكريمة التى تعبر عن امتناننا وتقديرنا لما قدموه من تضحيات.


لا شأن لى بكلام وزير الداخلية الذى قال فيه إن رجال الأمن لم يطلقوا
الرصاص على المتظاهرين، الخرطوش أو المطاطى أو الحى. وسأدَّعى أننى صدقت
أن العفاريت الزُّرق هم الذين خرجوا من باطن الأرض وأطلقوا رصاصاتهم ثم
عادوا إلى المجهول الذى جاءوا منه. لكن ذلك لا يخلى طرف الداخلية ولا
يعفيها من المسئولية. ذلك أنها إذا لم تأمر رجالها بإطلاق الرصاص على
المتظاهرين، فإنها على الأقل فشلت فى حمايتهم من غارات أولئك العفاريت.
وفى الحالتين فهى متهمة إما بالقتل العمد وإما بالإهمال الجسيم الذى أدى
إلى القتل.


من ناحية أخرى، فإن المجتمع لا ينبغى له أن ينسى فضل أولئك الشهداء
وغيرهم من المصابين وأياديهم البيضاء عليه. أدرى أن ملايين آخرين أسهموا
فى ذلك. لكن الشهداء والمصابين هم أكثر من تحمل الغُرم ودفع الثمن.
بالتالى فإن إسهام المجتمع بأسره يظل واجبا أخلاقيا ووطنيا. وإذا كان ذلك
واجب كل فرد فإنه أوجب على القادرين، الذين يغيب أكثرهم غيابا شبه كامل عن
ساحة المسئولية الاجتماعية.


ما تمنينا أن يضطر أهالى الشهداء وغيرهم من المصابين إلى الاعتصام فى
ميدان التحرير لكى يوصلوا إلى أسماع المسئولين رسالة الاحتجاج على التقصير
والتسويف فى حقوقهم، حتى إذا كانت الأسباب البيروقراطية هى التى أدت إلى
ذلك. وحتى نتجنب تعريضهم للإذلال والمهانة، فلماذا لا ننشئ لأجلهم مؤسسة
«الشهيد» التى تسهم الحكومة فى رأسمالها بنصيب، ويتولى القادرون إكمال رأس
المال المقدر، ويفتح الباب لإسهامات المواطنين من خلال تبرعاتهم وزكواتهم.
وبهذه الطريقة نوفر لهم ما يستحقونه من رعاية، ونجنبهم الامتهان الذى
تسببه لهم البيروقراطية بقلبها المتحجر.



قرأت للدكتور أحمد حرارة عبارة بليغة قال فيها إنه يفضل أن يعيش كفيفا
مرفوع الرأس وبكرامة، عن أن يعيش مبصرا مكسور العين. وهو كلام أقدره
تماما، لكننى أتساءل: كم شهيدا ينبغى أن يسقط، وكم عينا ينبغى أن تفقأ،
حتى نعيش مبصرين ومرفوعى الرأس؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://thakafabh.alafdal.net
الفيلسوف المجنون
الادارة التقنية
الادارة التقنية
الفيلسوف المجنون


رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 202
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
العمل/الترفيه : مدرس
المزاج : الحمد لله

عينا أحمد حرارة Empty
مُساهمةموضوع: رد: عينا أحمد حرارة   عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 03, 2011 5:44 pm

عينا أحمد حرارة 9998309438

مقال رائع جدا جدا

الناس دى فعلا تستحق اننا معمل لها الكثير و الكثير مش مجرد الكلام و خلاص

الناس دى ضحت باغلى ما تملك من النفس و الوقت

صورة احمد حرارة بجد الواحد لما بيشوفها بيحزن انه مش شارك معهم

قد ايه الناس دى كانت مضحية عشان احنا نعيش فى حرية

شكرا لك اخت خديجة على الموضوع الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عينا أحمد حرارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحمد حرارة أيها الناس
» زوجة «المحامى المصرى» :«أحمد» برىء ..و تعرض للتعذيب
» مدير المخابرات يتقدم المئات في تشييع جثمان أحمد الهوان
» مفاجأة من العيار الثقيل :أحمد عز استمر فى الاستيلاء على أموال الدولة حتى بعد دخوله السجن!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثقافة بلا حدود :: منتدى الأخبار والسياسة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» تشرفت بكم
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 01, 2014 6:55 am من طرف amin Sy

» مقتطفات من كتاب الأسرار السبعة للزواج السعيد
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2014 8:34 pm من طرف خديجة الروح

» على الجانب الآخر ...بقلمي
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:29 pm من طرف خديجة الروح

» خواطر فكرية .... بقلمي /
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:26 pm من طرف خديجة الروح

» التعصب وعلاجه....بقلمي
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:16 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال الشيخ محمد الغزالي
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2014 10:10 pm من طرف خديجة الروح

» حالنا ما أقساه ... !
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2014 9:58 pm من طرف خديجة الروح

» عن تهميش مادة التربية الإسلامية
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2014 6:03 pm من طرف خديجة الروح

» لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ و لِسَانُهُ
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2014 12:05 am من طرف خديجة الروح

» أثر القرآن على القدرة العقلية
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:58 pm من طرف خديجة الروح

» سجود التلاوة
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:52 pm من طرف خديجة الروح

» فضل مكة على سائر البقاع
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:47 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال "على بن أبى طالب" رضي الله عنه
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:29 pm من طرف خديجة الروح

» أروع ما قاله "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:26 pm من طرف خديجة الروح

» الخداع قاتل لصاحبه.....بقلمي /
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالسبت أبريل 19, 2014 10:52 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال د/ إبراهيم الفقي
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالجمعة فبراير 07, 2014 5:00 pm من طرف خديجة الروح

» في حضرتك
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 4:05 pm من طرف خديجة الروح

» مقتبسات من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ..لابن القيم الجوزية
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 3:35 pm من طرف خديجة الروح

» التوبة مفتاح الفرج
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالخميس يناير 30, 2014 9:02 pm من طرف خديجة الروح

» برغم كل السدود...بقلمي/
عينا أحمد حرارة I_icon_minitimeالإثنين يناير 27, 2014 10:26 pm من طرف خديجة الروح