ثقافة بلا حدود
اهلا بك زائرنا الكريم في منتدي ثقافة بلا حدود
يسعدنا انضمامك الي اسرة منتدانا
تحياتي
ادارة المنتدي
ثقافة بلا حدود
اهلا بك زائرنا الكريم في منتدي ثقافة بلا حدود
يسعدنا انضمامك الي اسرة منتدانا
تحياتي
ادارة المنتدي
ثقافة بلا حدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بوابتك للمعرفة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خديجة الروح
Admin
Admin
خديجة الروح


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1249
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/
العمل/الترفيه : محامية

مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك Empty
مُساهمةموضوع: مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك   مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالأحد مايو 13, 2012 3:34 pm


مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك The-Citadel-old
ما أشبه الليلة بالبارحة، فبقايا النظام القديم (الفلول) هم
معضلة كل الثورات فى تاريخ البشرية، فدائما يقفون فى وجه التغيير الذى تسعى
إليه الثورات من أجل وطن أفضل، وتبقى مصالحهم الفاسدة مهددة بالثورة،
وهكذا كان الحال فى مصر ومازال، فبقايا نظام مبارك وفلوله يشكلون أكبر عائق
فى وجه استكمال الثورة المصرية، وهكذا كان الحال منذ 200 عام، عندما وقف
فلول المماليك (النظام القديم) الذى تحكم فى مصر من عام 1216م إلى 1811م فى
وجه الثورة الاجتماعية الكبرى التى انفجرت فى مصر فى أوائل القرن التاسع
عشر، والتى وصلت إلى أوجها بخلع الوالى العثمانى الفاسد وتولية محمد على
باشا حكم مصر بعد ثورة شعبية عارمة عام 1805م، لكن المماليك ظلوا يناوئونه
حكم مصر، ويقفون فى وجه أى محاولة للتطوير والتحديث، حتى أصبح مستقبل مصر
مرهونا بالقضاء على فلول المماليك قضاء تام.


ظل محمد على يتحين الفرصة للقضاء عليهم تماما ليخلوا له حكم مصر، فقد
كانوا آخر عقبة تقف فى طريق فرض سيطرته الكاملة على مصر بعد نفيه لقائد
الثورة الشعبية التى أتت به لحكم مصر السيد عمر مكرم!!، وكان قد تيقن من
استحالة هزيمتهم عسكريا فى معركة مفتوحة لقدرتهم على الكر والفر، والتى
كانت تمكنهم من الإفلات من الهزيمة وإعادة تنظيم صفوفهم، وكانت كراهيتهم له
وإصرارهم على أن حكم مصر حقا موروث لهم يجعل السلام بينهم مستحيلا،



وكانت محاولات التوصل لتفاهم بين المماليك ومحمد على تفشل المرة بعد
الأخرى، وفى عام 1811م جاء الأمر لمحمد على باشا من الباب العالى لتسيير
جيشه إلى الحجاز للقضاء على الحركة الوهابية التى كانت تسيطر على الحجاز
وقتها وكانت هى الأخرى تشكل خطرا على مشروع تحديث مصر الذى كان فى بدايته،
فتخوف محمد على من أن يفتك به المماليك وجيشه خارج البلاد، فقرر أن يفتك
بهم أولا، فلجأ محمد على إلى الحيلة وهادن المماليك واستدرجهم للإقامة
بالقاهرة، ولكنه كان يبيت النية للغدر بهم، وعندما أتاه الأمر بتسيير الجيش
للحجاز وجدها فرصته الذهبية، فقرر استغلالها وتوجيه ضربته الحاسمة.



وقد كان يوم الجمعة الأول من مارس عام 1811م موعدا لمذبحة القلعة، فدعا
محمد على كبار الدولة وأمراء المماليك لحضور الاحتفال بخروج الجيش للحجاز
بقياده ابنه طوسون، وفى صباح اليوم الموعود تحرك الموكب، ويصف الجبرتى خداع
محمد على للمماليك ويقول: «فلما أصبح يوم الجمعة سادسه (يقصد 6 صفر 1226هـ
ــ 1 مارس 1811م) ركب الجميع، وطلعوا إلى القلعة وطلع المصرية (كان
الجبرتى يسمى المماليك بالأمراء المصرية) بمماليكهم وأتباعهم وأجنادهم فدخل
الأمراء عند الباشا وصبحوا عليه، وجلسوا معه حصة وشربوا القهوة وتضاحك
معهم ثم انجر الموكب على الوضع الذى رتبوه». ويتابع الجبرتى وصفه بداية
المذبحة: «فلما انجر الموكب وفرغ طائفة الدلاة ومن خلفهم من الوجاقلية
والألداشات المصرية وانفصلوا من باب العزب فعند ذلك أمر صالح قوج بغلق
الباب وعرف طائفته بالمراد فالتفتوا ضاربين بالمصرية، وقد انحصروا بأجمعهم
فى المضيق المنحدر الحجر المقطوع فى أعلى باب العز بمسافة مابين الباب
الأعلى الذى يتوصل منه إلى رحبة سوق القلعة إلى الباب الأسفل، وقد أعدوا
عدة من العساكر أوقفوهم على علاوى النقر الحجر والحيطان التى به فلما حصل
الضرب من التحتانيين أراد الأمراء الرجوع القهقرى فلم يمكنهم ذلك لانتظام
الخيول فى مضيق النقر وأخذهم ضرب البنادق والقرابين من خلفهم أيضا وعلم
العساكر الواقفون بالأعالى المراد فضربوا أيضا فلما نظروا ما حل بهم سقط فى
أيديهم، وارتبكوا فى أنفسهم وتحيروا فى أمرهم ووقع منهم أشخاص كثيرة
فنزلوا عن الخيول واقتحم شاهين بك وسليمان بك البواب وآخرون فى عدة من
مماليكهم راجعين إلى فوق والرصاص نازل عليهم من كل ناحية، ونزعوا ما كان
عليهم من الفراوى والثياب الثقيلة ولم يزالوا سائرين وشاهرين سيوفهم حتى
وصلوا إلى الرحبة الوسطى المواجهة لقاعة الأعمدة وقد سقط أكثرهم، وأصيب
شاهين بك وسقط إلى الأرض فقطعوا رأسه وأسرعوا بها إلى الباشا ليأخذوا عليها
«البقشيش»، «وأما سليمان بك البواب فهرب من حلاوة الروح وصعد الى حائط
البرج الكبير فتابعوه بالضرب حتى سقط وقطعوا رأسه أيضا وهرب كثيرا لبيت
طوسون باشا يظن الالتجاء به والاحتماء فيه فقتلوهم وأسرف العسكر فى قتل
المصريين وسلب ما عليهم من الثياب ولم يرحموا أحدا وأظهروا كامن حقدهم
وضبعوا فيهم، وفى من رافقهم متجملا معهم من أولاد الناس وأهالى البلد الذين
تزيوا بزيهم لزينة الموكب وهم يصرخون ويستغيثون ومنهم من يقول أنا لست
جنديا ولا مملوكا وآخر يقول أنا لست من قبيلتهم فلم يرقوا لصارخ ولا شاك
ولا مستغيث وتتبعوا المتشتتين والهربانين فى نواحى القلعة وزواياها والذين
فروا ودخلوا فى البيوت والأماكن وقبضوا على من أمسك حيا ولم يمت من الرصاص
أو متخلفا عن الموكب»، «فسلبوا ثيابهم وجمعوهم إلى السجن تحت مجلس كتخدا بك
ثم أحضروا أيضا المشاعلى لرمى أعناقهم فى حوش الديوان واحدا بعد واحد من
ضحوة النهار إلى أن أمضى حصة من الليل فى المشاعل حتى امتلأ الحوش من
القتلى ومن مات من المشاهير المعروفين وانصرع فى طريق القلعة قطعوا رأسه
وسحبوا جثته إلى باقى الجثث حتى إنهم ربطوا فى رجلى شاهين بك ويديه حبالا
وسحبوه على الأرض مثل الحمار الميت إلى حوش الديوان هذا ما حصل بالقلعة»
هكذا وصف الجبرتى المذبحة.



وبمجرد انتشار خبر المجزرة فى القاهرة حتى هاجم الجنود بيوت الأمراء
المماليك واندفعوا يبحثون عنهم فى كل مكان، ونهبوا بيوتهم ولم يتركوا كبير
أو صغير من المماليك إلا وقتلوه، وانتشر النهب والقتل فى المدينة، وفى صباح
اليوم التالى نزل محمد على باشا إلى القاهرة فى موكبه محاطا بحاشيته
ورجاله، وأمر بوقف القتل والنهب، ومثل بمن لم يمتثل فتوقف النهب، ويقول
الجبرتى أنه لو لم يفعل ذلك لنهبت القاهرة بأكملها، وأرسلوا بعدها إلى
الأقاليم والصعيد يطلبون رءوس المماليك، ولم يقبلوا شفاعة فى مملوك من كائن
كان، واستمر وصول رءوس المماليك من الأقاليم عدة أيام، ولم ينجوا منها إلا
أمين بك الذى كان متأخرا عن الموكب، فلما سمع صوت الرصاص قفز بحصانة من
فوق سور القلعة وفر إلى الشام.



ويقدر الجبرتى عدد من قتل فى القلعة بأكثر من 500 مملوك، وحوالى 2000
آخرين فى عمليات القتل التى تبعتها فى طول مصر وعرضها، ونصب جنود محمد على
مصطبة أمام باب زويلة وعلقوا عليها رءوس القتلى لتكون رادعا لمن تسول له
نفسه تحدى السلطة الجديدة التى كانت ما تزال فى بدايتها، وليعلنوا انتهاء
عصر المماليك فى مصر إلى الأبد وميلاد مصر الحديثة، ويبقى السؤال، هل ما
فعله محمد على كان صحيحا؟ أم أنه كان يدل على الخيانة، ومهما كان موقفك من
المذبحة فتبقى نتيجتها ماثلة فى آثار الدولة الحديثة التى بناها محمد على
فى مصر، والتى نقف الآن بعد 200 عام أمام تحدٍ جديد للحفاظ عليها وتطويرها.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://thakafabh.alafdal.net
 
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثقافة بلا حدود :: المنتدى العام :: موسوعة كل شئ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» تشرفت بكم
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 01, 2014 6:55 am من طرف amin Sy

» مقتطفات من كتاب الأسرار السبعة للزواج السعيد
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2014 8:34 pm من طرف خديجة الروح

» على الجانب الآخر ...بقلمي
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:29 pm من طرف خديجة الروح

» خواطر فكرية .... بقلمي /
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:26 pm من طرف خديجة الروح

» التعصب وعلاجه....بقلمي
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:16 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال الشيخ محمد الغزالي
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2014 10:10 pm من طرف خديجة الروح

» حالنا ما أقساه ... !
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2014 9:58 pm من طرف خديجة الروح

» عن تهميش مادة التربية الإسلامية
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2014 6:03 pm من طرف خديجة الروح

» لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ و لِسَانُهُ
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2014 12:05 am من طرف خديجة الروح

» أثر القرآن على القدرة العقلية
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:58 pm من طرف خديجة الروح

» سجود التلاوة
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:52 pm من طرف خديجة الروح

» فضل مكة على سائر البقاع
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:47 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال "على بن أبى طالب" رضي الله عنه
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:29 pm من طرف خديجة الروح

» أروع ما قاله "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:26 pm من طرف خديجة الروح

» الخداع قاتل لصاحبه.....بقلمي /
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالسبت أبريل 19, 2014 10:52 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال د/ إبراهيم الفقي
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالجمعة فبراير 07, 2014 5:00 pm من طرف خديجة الروح

» في حضرتك
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 4:05 pm من طرف خديجة الروح

» مقتبسات من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ..لابن القيم الجوزية
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 3:35 pm من طرف خديجة الروح

» التوبة مفتاح الفرج
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالخميس يناير 30, 2014 9:02 pm من طرف خديجة الروح

» برغم كل السدود...بقلمي/
مذبحة القلعة ونهاية عصر المماليك I_icon_minitimeالإثنين يناير 27, 2014 10:26 pm من طرف خديجة الروح