كاتب الموضوع | رسالة |
---|
خديجة الروح Admin
عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الأربعاء مارس 14, 2012 3:46 pm | |
| االرجل ذو الحصانين
عادة غريبة، بعد خسارة أى بطولة فى كرة القدم نستدعى «فريق غلبان» نغلبه، وهو ما يذكرنى عندما كانت تنهار عمارة ثم نعلن فى اليوم التالى عن حدوث زلزال.. وعايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان.. ونفسى أرجع للوراء عدة سنوات لكن خايف أخبط فى عربية لذلك أفكر بعد الانتخابات أن أتحول من «كاتب» إلى «خطاط»، فالذى يعيش هذه الأيام يا ويله والذى يموت يا بخته، وكل سنة وحضرتك طيب فاليوم يبدأ «قفا» العيد وهو إجازة شعبية تبدأ من اليوم وحتى إشعار آخر فنهار العمل قليل وليل الأجازة طويل، ولى قريب ظلت خطوبته سبع سنوات واستمر زواجه ثلاثة شهور، فمصر بلد العجائب والضرائب لذلك نجد الوزير وزيراً ونائباً ورئيس ناد ومستشار بنك ويؤجر «مراجيح» وشارى «خروف». فما الذى يجعل الوزير يجمع بين مجلس الوزراء ومجلس الشعب ومجلس الآباء فى مدرسة ابنه.. لا شك أن المسؤول عن ذلك وعن «قفا» العيد هو «حلاق إشبيلية» وهى المسرحية الفرنسية الشهيرة التى كتبها «بيير دى بيمارشيه» وحوّلها الإيطالى «باسيليو» إلى أوبرا عالمية، ثم جاء العبقرى «روسينى» ووضعها فى قالب كوميدى، وكتب لها عشرات الألحان الخالدة التى تسربت من الأوبرا إلى إعلانات التليفزيون، ومنذ كتبها «بيمارشيه» عام ١٧٧٥، ظل «حلاق إشبيلية» هو أشهر حلاق فى العالم، حتى جاء «حلاق وزير المالية» ليغطى عليه، فالأول كان «البطل» يطلب من الكونت «المشورة»، والثانى كان «الزبون» يطلب من الحلاق «الفاتورة»، الأولى موسيقى وغناء ورقص، والثانية شعر وذقن وفتلة، لذلك أتمنى أن ينجح «يوسف بطرس غالى» فى الانتخابات حتى يطلب فى البرلمان من السيد وزير المالية أن يلغى الضريبة العقارية وفاتورة الحلاق.. ثلث مجلس الوزراء مرشح نفسه وكلنا شاهد فيلم «كرامر ضد كرامر» الذى يعالج مرض التوحد ورأينا عملية فصل التوائم لذلك أخذوا منا كل شىء وتركوا لنا كراسى المقهى، وآخر مرة رأيت فيها رجل بحصانتين كانت أيام الزلزال وأتذكر أن «الباتعة الكيكى» مولودة بحصانتين شالت واحدة عند جراح شهير وشالت التانية فى «البوسطة».
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الخميس مارس 15, 2012 7:29 pm | |
| دقيقة سكوت لله
ليلاتى يوماتى بادور عليكى، أتارى حياتى باشوفها بعينيكى.. واليوم، الخميس، تعودنا أن نبحر بعيداً عن السياسة خوفاً من أسماك القرش.. ونفسى أوزع لحضرتك مع المقال شريطاً أسجل لك عليه الجو الذى أكتب فيه، لتعرف أننى- لا مؤاخذة- بطل.. كتيبة ميكروفونات وسرية مسجلات وفصيلة «رداوى» تحاصرنى من المقاهى والمحال والمدارس (نستثنى طبعاً دور العبادة احتراماً) غير سرادقات العزاء والأفراح والخناقات والباعة الجائلين حاملى الميكروفونات و«المصحياتية»، وهم أشخاص يأتون مع الندى «يصحّون» زملاءهم فى العمل ليلحقوا الأتوبيس، و«المطبلاتية» وهم مجموعة من الشباب يطبلون إذا انهزم الأهلى ويرقصون إذا فاز. نحن ظاهرة صوتية لذلك نعيش فى «مورستان» دائم، وأنا لا أسكن فى شارع «السد» الذى أقامته إثيوبيا ولكن فى شارع رئيسى تمر فيه الأتوبيسات والسيارات وأحياناً الترام دون كمسارى لكن لا تمر فيه الشرطة أبداً فليست فيه مظاهرات حتى الوقفات التى على النواصى ليست، والحمد لله، احتجاجية لكن فقط لتداول المواد المخدرة.. لذلك فإن أسعد لحظاتى عندما تنقطع الكهرباء ويعم الظلام ويسود الهدوء وتُخرج كل أسرة أطفالها إلى الشارع ليصرخوا (هييه.. هييه) فرحاً بقطع الكهرباء وانقطاع الإرسال عن (مصر النهارده) ثم تخرج النساء إلى البلكونات ليعدن معاً فى الظلام قراءة «ويكيليكس» العمارة فرع المطلقات. وكل يوم «عطيات» تتخانق مع زوجها ويطلقها دون أن تبريه من المؤخر، وهو ما يسمونه طلاق قادرين، ويبرطع الرجل فى الشقة وحده مثل عضو الإخوان الوحيد الذى نجح فى الانتخابات، وعليه أن ينتشر فى المجلس ليعوض غياب زملائه وينتقل كل ربع ساعة من مقعد إلى مقعد ويقدم طلبات إحاطة بأسمائهم تخليداً لذكراهم، ثم يأتى أهل «عطيات» ويضربون زوجها ويدخلون العفش، ومعه «عطيات»، عنوة بحجة أن الشقة من حق «الكوتة» فيستشكل الزوج أمام اللجنة العليا للانتخابات.. وأنا لا أشكو، ففى الشكوى انحناء وأنا نبض عروقى ضوضاء.. أنا فقط أقترح أن نطرد «النسر» من العلم ليعيش فى الغابة ونضع مكانه «ميكروفون».
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر السبت مارس 17, 2012 4:58 pm | |
| وقُيدت القضية ضد مرزوق
كان «مرزوق» يحمى الفساد فأصبح يحميه الفساد.. وعندما أحيل «مرزوق» إلى المعاش المبكر أحيل بعدها إلى النيابة لارتكابه مخالفات فظيعة أثناء تأدية وظيفته.. وقال البعض إنه لن يحاكم، وقال قلبى أراها ولن أحب سواها، ولأن حارتنا ينخفض فيها مستوى المعيشة ويرتفع فيها معدل الجرائم، لذلك أردنا أن نستفيد من محاكمة «مرزوق»، ورب ضارة نافعة. فتحولت حارتنا إلى «بوفيه مفتوح» لكل أنواع الجرائم: سرقة بالإكراه، واغتصاب مع هتك عرض خفيف، وحرق ممتلكات مع التسخين المستمر، وقتل مع تشويه متوسط.. واتفقنا إذا قبضوا على تاجر مخدرات أن يقول أمام النيابة «مرزوق يا بيه»، وإذا أمسكوا لصاً أدلى بأوصاف «مرزوق»، وامتنعنا عن الذهاب للعمل بحجة زيارة «مرزوق» فى المستشفى ومتابعته، حتى الضابط تعلم إذا عثر على جثة أو قامت حريقة أن يكتب فى المحضر «وقيدت القضية ضد مرزوق». وتم تعديل قانون العقوبات ليعفينا جميعاً ويدين مرزوق «إذ كان القانون فيه زينب فأصبح فيه مرزوق»، وأصبح القانون يقول «إذا ارتكب مرزوق كذا يعاقب بكذا»، فالقانون لا يتحدث الآن إلا عن «مرزوق» ولا يخضع له إلا «مرزوق»، وصممنا أن ينص القانون على اسم «مرزوق» رباعياً حتى لا يحدث خلط ويدان برىء منا، وتطور الأمر وأصبح من يشكو مغصاً أو صداعاً أو تأخر الإنجاب يتهم «مرزوق».. أصبحت المخدرات علنية والسرقة مستباحة ومخالفة المرور هواية وكلها جرائم يرتكبها «مرزوق» بالريموت عن بعد ونتمتع نحن بالحصانة. وقال شاب يعشق البلطجة ويؤجر الموتوسيكلات «اللى مالوش مرزوق يشترى له مرزوق» وقال عجوز يهوى الألعاب النارية «مرزوق فى الوظيفة يحمى الكبار، ومرزوق فى المعاش يحمى الصغار».. كنا قد تعودنا أن نأخذ أجراً دون عمل وأن نرتكب الجريمة دون عقاب، لذلك عندما رأينا فى المحكمة أن «الديب» يحرس الغنم، وأن «مرزوق» ينكر التهم ووجهه شاحب وقد يموت ويسدل الستار أصابنا الفزع، فقد نضطر إذا شعرنا بالجوع أن نذهب إلى العمل، وإذا ارتكبنا جريمة أن نذهب إلى السجن، وإذا أصابنا صداع أن نذهب إلى الطبيب، لذلك دعونا الله بعد صلاة التراويح أن يبعد عنا هذه المحنة وقلنا (يا رب خلى لنا مرزوق وطوّل لنا عمره وأكثر من جلساته).
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الإثنين مارس 19, 2012 2:24 pm | |
| زمن الرجل الثاني
كل من يشاهد مثقفاً، أو يحصل على معلومات تؤدى إلى القبض عليه، يتصل فوراً، فالوطن فى أزمة بسبب الضغوط التى تلاحق الكتابة بالقلم والتصوير بالكاميرا والرسم بالريشة، فقد ولدت أيام «المكارثية» بأمريكا، ويبدو أننى سوف أموت فى أيامها بمصر، حيث عدنا إلى مرحلة خلع الضرس من الأنف منعاً لفتح الفم.. فكرت أن أبلغ «المقال» للقراء بالتليفون ثم تذكرت أن التليفونات أيضاً مراقبة لذلك ليس أمامى إلا أن أنتقد نفسى (أنا طويل وأهبل وعندى عين عسلى وعين سودة، وهذا من عجائب المخلوقات، ومن شدة الشبع أتابع برامج الطهى وأنا ممسك برغيف، وتحقق الدولة أعلى معدلات التنمية أهدمها بزيادة النسل، وعندى «أنبوبتين» واحدة راكبة فى البوتاجاز وترفض أن تغادره مثل العفريت والتانية عاملها مخدة حتى لا تأخذها إسرائيل.. حصلت على الثانوية العامة بمجموع يؤهلنى بعد إضافة درجات الحرارة إليه أن أدخل فى شجرة أو عمود نور، وقد نبهنى كثيرون إلى أننى أرتدى ملابس «بلدى» وآكل لحوماً مستوردة. والمفروض فى هذه المرحلة هو العكس، أن أرتدى ملابس مستوردة وآكل «لحوم بلدى»، بحجة أن اللحوم المستوردة تؤثر فى الانتماء عن طريق الأمعاء.. وأقضى وقتى الآن فى مراجعة الدروس لأولادى الذين تخرجوا منذ عشر سنوات حتى لا ينسوا مساحة الأرض المنزرعة، ومينا موحد القطرين على مزلقان العياط، وكفاح الحزب الوطنى ضد الإنجليز وحتى لا يطير الدخان والمستخبى يبان ويكتشفوا أنهم تخرجوا، وأحصل على الدعم من شباك الحكومة وأضيعه على باب الشقة وأحفظ برنامج السيد الرئيس- مثل الدواء- فى درجة حرارة الغرفة.. وأعشق المبانى المخالفة والبضائع التالفة. وكلما قال لى التليفزيون اتصل أقوم فأتصل ثم أنفصل.. وأؤمن أن عنصرى الأمة هما «الفول والحديد».. فى الستينيات بلشفونى فترسملت، وفى السبعينيات رسملونى فتبلشفت، ثم أصبحت مثل معظم المصريين أشجع اللعبة الحلوة، ثم تغير الزمن وامتطى الأراذل ظهور الأفاضل وعلمتنى الحياة أن الرجال نوعان: رجل لا مؤاخذة لا مؤاخذة «يموت» واقفاً ورجل لا مؤاخذة لا مؤاخذة «يبول» واقفاً، ويبدو أننا فى زمن الرجل الثانى).. بعد قراءة هذا المقال قمت بالجهود الذاتية بإحالة نفسى إلى التحقيق وحبستنى ومنعتنى من الكتابة اكتفاءً بمتابعة برامج الطهى | |
|
| |
خديجة الروح Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/ العمل/الترفيه : محامية
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الثلاثاء مارس 20, 2012 2:10 pm | |
| غيّرنا الملوك وليس السلوك بين صناع الثورة وصناع السينما خيط رفيع نريده أن يتصل، فقد حققت الثورة فى «ميدان التحرير» أكبر تجمع فى تاريخ الشعوب، وبعدها مباشرة حقق فيلم «شارع الهرم» أكبر إيراد فى تاريخ السينما، وكأننا غيرنا «الملوك» ولم نغير «السلوك»، وكأنه بعد الهتاف يأتى الرقص وآخرة الرقص «حنجلة»، وقد ظل «طيطا» أربعين سنة فى بحرى يهتف ليوقظنا لصلاة الفجر ثم اعتزلنا، وقرر أن يفتتح خمارة، فهل العيب فينا أم فى الزوجة كما تؤكد التحاليل؟ وإذا كان البعض يكتب على أبواب الفرن «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان» فالأولى أن نكتب على أبواب السينما «ليس بالرقص وحده تتقدم الشعوب».. وفى عام ٢٠١٠ انشغل العالم بفيلم جديد اسمه «البجعة السوداء» بطولة الأمريكية «ناتالى بورتمان» عن فرقة رقص باليه، لكنه فى عام ٢٠١١ انشغل بكتاب قديم مترجم عن الإنجليزية اسمه «البجعة السوداء» تأليف اللبنانى «نسيم طالب»، ثم ظهرت البجعة السوداء فعلاً فى أستراليا واندهش العالم لهذه الطفرة، والكتاب يتحدث عن التعامل مع الأحداث غير المتوقعة مثل «الثورة» وأسلوب إدارتها والاستفادة منها، لذلك أرجوك أن تقرأه على الإنترنت لأناقشه معك وأمنحك الدكتوراه وسبعة جنيه علاوة لتدخل بها فيلم «شارع الهرم».. إن مليونية فيلم «شارع الهرم» والإقبال الشديد عليه يؤكد أن العرب عندما خرجوا من «الأندلس» ذهبوا ليكملوا السهرة فى «الأوبرج».. أين فن ثورة يناير العظيمة؟ فأعظم ما فعلناه هو أننا أخذنا أغنية «عبدالحليم حافظ» بعد ثورة يوليو «يا أمى ما تبكيش» وجعلناها بعد ثورة يناير «يا أمى ما تعيطيش» وفى الثورة المقبلة «يا أمى ما تلطميش»، وهكذا دون إبداع جديد، فالفن ليس فى قامة هذه الثورة، لذلك نظل نحن أبناء البطة السوداء، وغيرنا هم أبناء البجعة السوداء
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/ العمل/الترفيه : محامية
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الأربعاء مارس 21, 2012 8:28 pm | |
| اتحدوا ينصركم الله
كم ذا يكابد عاشق ويلاقى.. فى حب مصر كثيرة العشاق.. فى بعض البلاد تفوق «الطماطم» سعر «التفاح» وتصبح محاكمة «المدونين» أسرع من محاكمة «الفاسدين» وتنجرف «البورصة» وتنحرف «البوصلة» وتضىء فى الظلمة العصا الكهربية وانتفاضة الشتاء قد يظهر عليها بعض أمراض الصيف، لكن ثورة الشباب لا تعانى من شيخوخة مبكرة وتدرك أن الشعب والجيش توأم ملتصق وأى محاولة للفصل بينهما سوف تسيل الدماء ولا نضمن النتيجة، لذلك فى أى ناد يصر «حسام» على أن يصطحب معه توأمه «إبراهيم» ليتولى أحدهما «التدريبات» ويتولى الآخر «التصريحات»، لذلك يقال «حسام وإبراهيم» إيد واحدة إلا عند صرف المكافآت. ونحن لا نزرع الشوك، ولكن نستورده من بعض الأشقاء الذين قطفوا عندهم «الياسمين» ويريدون أن يقطفوا «اللوتس».. والأقوال غير الأفعال، فمنذ أربعين عاماً وبالتحديد «١٩٧١-٢٠١١» والدستور ينحاز بشدة إلى العمال والفلاحين، بينما الدولة تنحاز بضراوة ضدهم لأن «المخرج» وليس «المصور» هو الذى يحدد زوايا التصوير. وأنا كما تعلم أحبك، لكن أكثر من اللحمة لأ، لذلك أنصحك بأن تبتعد عن إشعاعات اليابان وشائعات مصر، وأعلم أن من عندهم «قصور» فى الشعب المرجانية سوف يحاسبون ومن عندهم «قصور» فى الشريان التاجى سوف يعالجون وسوف يُفرج عن المعتقلين قبل الإفراج عن الوطن.. وسوف تمضى الحياة «يوم حلو وأسبوع مُر» حتى أودع هذا القلم وأعود إلى «ثكناتى» بعد اختيار رئيس جديد لشعب قديم.. لأدون فى مذكراتى «اشتقت إليك فعلمنى ألا أشتاق» (بلاش «أدون» خليها «أكتب»).. ولحين أتمكن من إصلاح نظارتى أرجوك أن تتأمل بدلاً منى، هل «ذوالقعدة» شهر عربى أم حاكم عربى تُسبب «قعدته» المشاكل وتثير «قاعدته» القلاقل؟. وكل يوم الصبح أقول للدبابة «عودت عينى على رؤياك وقلبى سلم لك أمره».. والوحيد الذى قال سأعود وفعلها هو الجنرال «ماك آرثر» وقد اكتشفنا الموجات الكهربية عند تشريح «الضفدعة» «فولتا» واكتشفنا الموجات الصوتية عند اصطياد «الوطواط» «هرتز» وتعلمنا من أحداث الأسبوع الماضى أنه أحياناً تظهر فى الحديقة أشياء لم نزرعها، لذلك علينا أن نتجاوز التجاوزات، فالفراق قدر واللقاء نصيب وللشعب «حدود» يجب أن تُحترم وللوطن «حدود» يجب أن تُصان وللصبر «حدود» يجب ألا نتعداها.
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/ العمل/الترفيه : محامية
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الخميس مارس 22, 2012 5:08 pm | |
| الكرسى» و«الشلتة» يا أيها الإنسان ما أظلمك! ما أجهلك! لا تتعظ بمن هلك (دى من تأليفى).. أين يذهب الحكام بعد أن يغادروا الكرسى؟ غالباً إلى النار وأحياناً إلى المنفى.. وقد استضافت مصر ملوكاً مخلوعين مثل الملك «سعود» ورؤساء مطرودين مثل «النميرى» بينما يفضل حكام مصر أوروبا كمنفى.. وأستطيع أن أحدد لك قائمة بمائة ملك ورئيس وأماكن منفاهم، لكن توفيراً للوقت والنفقات أنصحك بأن تحصل عليها من شركات الطيران، وأنا لم أشاهد بعينى حاكماً فى المنفى لكننى رأيت الكرسى الذى يجلس عليه هناك. فعندما طردوا الملك «السنوسى» ملك ليبيا بسبب الحرب العالمية الثانية كان يجلس على مقهى بجوار منزلنا فى «زنقة الستات» ومرت الأيام وأصبح كرسى الملك مزاراً تاريخياً يشرف عليه القهوجى ويشاهده الزبون نظير عشرة جنيهات وأتذكر أننى ذهبت مع زميلة صحفية إلى هناك لتصوير الكرسى وكان عبارة عن قطعتين «كرسى» وعليه «شلتة ليف» وبعد أن أخذ القهوجى عربون المحبة نظر إلينا وسألنا: (كرسى أم شلتة؟).. فطلبت أنا «الكرسى» وطلبت الزميلة «الشلتة» ثم رفض القهوجى التصوير بحجة أنها أسرار دولة صديقة وبعد سنوات ضاع الكرسى ولم يتبق إلا «الشلتة» مثلما ضاعت «الحاشية» ولم يتبق إلا «الحشية» وكان القهوجى يسمح لنا أن نمسك الشلتة ونحضنها ونبكى على أحوال الملوك بخمسة جنيهات.. ثم سمعت أن القهوجى رمى «الشلتة» بعد أن يئس من وصول حاكم جديد ليجلس عليها. فالحمد لله أن المواطن العادى لا يخضع لأدوات النفى لأنه إذا طردته زوجته يذهب بسهولة وينام عند أخته.. وإذا طرده زوجها يستطيع أن ينام فى الجامع أو فى الكنيسة طبقاً للمدون له بخانة الديانة فى بطاقة الرقم القومى أو ينام فى الشارع احتجاجاً إذا كانت له مطالب فئوية.. فسبحان الله الذى يحول «العرش الذهبى» أحياناً إلى «شلتة ليف»، وعندما طردوا «قسطنطين» ملك اليونان عمل وكيلاً لأعمال «الشاه» ثم طردوا الشاه الذى كان وكيلاً لأعمال أمريكا، وراح الاثنان يبحثان عن مأوى أو منفى أو مقهى ولكن بعد فوات الأوان فقد كان القهوجى قد رمى «الشلتة».. وكل حاكم مخلوع يظل معلقاً فى الجو مثل «نيزك» تخشى كل دولة أن يسقط عليها.. فاتعظوا يا أولى الألباب.
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/ العمل/الترفيه : محامية
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر السبت مارس 24, 2012 8:27 pm | |
| العدل
يقول «عبدالحليم حافظ» (أبكى) ثم يعود ويقول (أى دمعة حزن لا)، لذلك أصبحت فى منتصف المسافة بين «التمساح» وطائر «مالك الحزين»، الأول دموع دون بكاء والثانى بكاء دون دموع.. ودائماً يُقال للحكام «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، ورغم ذلك ينسون قيمة العدل مع أن الشعور بالعدل أهم من الشعور بالأمن، فغياب الأمن يصنع الفوضى، وغياب العدل يصنع الثورة، وأنا لا أخشى على مصر من «الأعداء»، لكننى أخشى عليها من «الحسد»، لذلك أبكى على المظلومين وأضحك على بعض أساتذة الفلسفة الذين علمونى أنه لو كانت هناك دولة فى جزيرة وكان عندها محكوم عليه بالإعدام وقررت الدولة أن تصفى نفسها وتعمل «فركيشة» فعليهم قبل أن يغادروا الجزيرة أن ينفذوا حكم الإعدام إعمالا لمبدأ «العدالة».
وأنا لا أقصد قضية محددة، فنحن والحمد لله لسنا فى «جزيرة» ولا فى «خرابة»، فبلاش «دماغك» تروح بعيد وخليها تلعب قدام البيت.. والقسمة والمقدر رمونى فى سكتك وفى جزيرة أخرى نسجت «أجاثا كريستى» (عدالة قاض) وجعلته يستدعى عشرة ممن أفلتوا من حكم الإعدام بسبب عيب الإجراءات لينفذ فيهم الحكم بنفسه ثم يكتب القصة فى ورقة ويضعها فى زجاجة ويرميها فى البحر ليقرأها كل باحث عن العدل. أما فى مصر فالحمد لله كلنا أولاد «تسعة» صيفاً و«ثمانية» شتاء، فالدولة هى التى تحدد «الدوائر الانتخابية» بواسطة السيد وزير الداخلية، وهى التى تحدد «الدوائر القضائية» بواسطة السيد وزير العدل حتى تشرف بنفسها على اختراع القوانين ثم تنفيذها فيعم الرخاء ويصل «العدل» إلى مستحقيه.. وفكر ثم أجبنى: هل تشعر بالعدل مع ميل للقىء أم مع ميل نحو الجنس الآخر؟ فالناس قد تنسى غياب الأمن لكنها لا تغفر غياب العدالة.. فى بعض البلاد تستغرق محاكمة ٢٤ ساعة وتستغرق محاكمة ٢٤ سنة، ومن يسرق «كتاب» يتحول إلى أستاذ جامعى ومن يسرق «أرض» يتحول إلى رجل أعمال ومن يسرق «رغيف» يتحول إلى سفاح، فلا تستطيع أن تعرف من يأخذ «إعدام» ومن يأخذ «وسام».. العدل أساس الملك.. العدل أساس الملك.
| |
|
| |
خديجة الروح Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/ العمل/الترفيه : محامية
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الأحد مارس 25, 2012 11:50 pm | |
| «أريد عريساً».. «أريد رئيساً»
للذكرى.. عندما قال السيد الرئيس عام ١٩٨١ إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى فى نهاية هذه الفترة كنت شاباً فى العشرينيات وماشى مع «بنات»، وعندما قال السيد الرئيس عام ٢٠١١ إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى فى نهاية هذه الفترة أصبحت شيخاً فى الخمسينيات وماشى على «عكاز»، وبين الوعد الأول والوعد الثانى وُلد جيل الغضب، فهناك شعوب تغضب بالجملة وشعوب تغضب بالقطاعى، وأمضيت أنا هذه الفترة فى البحث عن محام شاطر وشخص واصل يدخل لى بطانية وسجاير فى التخشيبة، أو يبحث لى عن عروسة.. وفى «يوليو» كان الجيش أولاً ثم قال الشعب كلمته، لكن فى «يناير» كان الشعب أولاً وفى انتظار كلمة الجيش، لذلك خرج الملك ولم يخرج الرئيس، وفى الأولى قدم الجيش «وعوداً» لكن فى الثانية قدم «ضمانات»، فكن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يرمى بصخر وقنابل دخان فيصمد، وعندما يتوجه الشباب إلى القصر فى مصر الجديدة فعلى السيد الرئيس أن يرد لهم الزيارة فى ميدان التحرير، وأنا سعيد لأن البعض يرشح الدكتور «زويل» للرئاسة، والبعض يرشح الدكتور «البرادعى» للرئاسة، وهما أناس أفاضل ولهما كل التقدير وأرى أن نستكمل المنظومة لتعم الفائدة فيكون منصب الرئيس (للحاصلين على نوبل) ومنصب رئيس الوزراء (للحاصلين على جائزة الدولة التقديرية) ومنصب الوزير (للحاصلين على جائزة الدولة التشجيعية) وأن يكون الشعب من الحاصلين على الدعم.. وقد قيل يا آبا علمنى السياسة فقال (تعالى فى الجايزة واتصدر) فلا يكفى أن يكون نتاج الثورة فقط أن ننتقل من إعلانات «أريد عريساً» إلى إعلانات «أريد رئيساً»، فالقصة أعمق وتتطلب تغيير أداء الترزى وألوان القماشة.. الثورة معناها تغيير نظام وتغيير فكر وتغيير سلوك، وليس معناها أن ننقسم إلى فريقين: فريق طول النهار يرشح فى رؤساء بدافع «الغرام»، وفريق طول النهار يقدم فى بلاغات بدافع «الانتقام»، فأثناء تصوير «غرام وانتقام» ماتت البطلة «أسمهان» وسقط الفيلم.. واحذروا فعندما مات «عبدالحليم حافظ» وخلت الساحة درس المطربون الجدد الحالة واستوعبوا الدرس لكنهم لم يأخذوا عنه الغناء، ولكن أخذوا منه «البلهاريسيا».. العقل زينة يا أهل المدينة.. مطلوب دقيقة للهتاف وساعة للتفكير وإلا عدنا إلى أيام جوع الصغير ورضاع الكبير ثم نكتشف أن الرئيس الجديد عنده أولاد يكتب لهم «الشعب» فى الوصية أو على قائمة العفش. | |
|
| |
خديجة الروح Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 1249 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/ العمل/الترفيه : محامية
| موضوع: رد: مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر الإثنين مارس 26, 2012 10:12 pm | |
| حفلة تنكرية
أحارب الفساد منذ ولدتنى أمى، وأتذكر يومها أننى اعترضت على تعيين «الداية» وطالبت بأن تكون بالانتخاب، لكن إذا انشغلنا بالمطاردات فقط، فسوف نتحول إلى غابة أفريقيا.. أغلق عليك دارك فنحن الآن فى الفتنة الكبرى، وتخيل حضرتك أننى دارس لفلسفة السياسة، وقرأت كل روايات «أرسين لوبين» ومعظم أعداد «ميكى»، وحافظ قصيدة «لا تكذبى» ومع ذلك لا أستطيع هذه الأيام أن أميز بين الصالح والطالح، ولا بين الداعر والثائر، فما بالك بالمواطن البسيط الذى لم يقرأ «ميكى» ولم يحفظ القصيدة، ففى هذه الأيام الرمادية اختلطت الأمور وتناثرت الأوراق وأصبحنا نعيش فى «حفلة تنكرية» تراهن على شخص فتجده رهن التحقيق، وتحلف على شخص فتجده يحلف اليمين وراجع حضرتك قوائم الشرف وقوائم العار التى تحتوى على أسماء الإعلاميين، واضحك من قلبك على تسلل «الكوسة» حتى إلى الثورة. والعقل الجمعى أحياناً ظالم، فالمصريون هم الذين صنعوا من «أدهم الشرقاوى» بطلاً، وخرجوا إلى الشوارع يهتفون لفريدة بعد الطلاق «خرجت الطهارة من بيت النجاسة» بينما كانت هى الظالمة و«فاروق» هو المظلوم.. نحن فى «حفلة تنكرية» فعليك أن تختار وجهك أو أغلق عليك دارك.. وأنا ضد مقولة «أن آكل ما يعجبنى وأكتب ما يعجب الناس» لذلك فلست «غبياً» لأطالب بإسالة الدماء، ولا «نبياً» لأقول اذهبوا فأنتم الطلقاء لكن العقل زينة، فالثورة روح وفكر وإرادة، وعندما تتحول إلى سلطة تبدأ الأخطاء وآه من الأضواء التى حولت «الأمانى» إلى «أغانى». ويزعم البعض أن يوم الجمعة فيه ساعة نحس وهى الساعة التى تزورنى فيها حماتى، وهى ترسم على خدودها علم مصر، بعد أن كانت أمينة المرأة فى إحدى القبائل التى نزحت إلى مصر للمبايعة، ثم استقرت على طريق مصر- إسكندرية الصحراوى وأحياناً على الشاشة، وهى التى زعمت أنه لا فرق بين «محمد أبوالعينين» و«زكريا أبوركب» و«جمال أبو لجنة» إلا بالتقوى.. نحن الآن فى «حفلة تنكرية» ونريد أن نستدعى «إليدا» ابنة «جيفارا» لتتعرف على والدها من بين هؤلاء الذين يرتدون قناعه.
| |
|
| |
| مقالات مختارة للكاتب الراحل :جلال عامر | |
|