تأملات حول حوار مرشد الإخوان

بقلم
عمرو الليثى

لم
أزر مكتب إرشاد الإخوان المسلمين من قبل، وأتيحت لى هذه الفرصة عندما تم
تحديد موعد لإجراء حوار مع فضيلة الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان
المسلمين فى مصر.. وكانت رغبته أن يتم التسجيل فى مقر الإخوان بالمقطم
الذى قيل لى إن الجماعة حريصة على بنائه فى المقطم نظرا لأن أغلب أعضاء
الجماعة تم دفنهم فى المقطم على مدار السنوات الطويلة الماضية..
كانت
رغبتى فى إجراء حوار مع المرشد نابعة من الأسئلة الحائرة التى تدور فى
داخل أذهان المصريين عن حكم الإخوان.. وما مصير مصر فى ظل حكم الإخوان
المسلمين وكيف يحكمون.. هذا السؤال وغيره من تساؤلات كانت تدور برأسى وأنا
أجهز لهذا الحوار الصعب، وصعوبته فى توقيته، وأيضا لأنه مع المرشد شخصياً،
والذى لم تتح لى الظروف أن ألتقيه من قبل وإن كنت قد أجريت حوارات
تليفزيونية سابقة مع المرشد الراحل مأمون الهضيبى، وكذلك الراحل مصطفى
مشهور فى برنامجى «اختراق»، الذى كان يذاع على شاشة التليفزيون المصرى..
لكن
فى ذلك الوقت كانت الجماعة، كما أطلق عليها النظام السابق، محظورة تعمل فى
السر ويعانى أعضاؤها من بطش النظام السابق واعتقالهم فى السجون، وذلك على
مدار تاريخ مصر منذ عام ١٩٥٤ فى عهد الرئيس عبدالناصر مرورا بأحداث عام
١٩٦٥ حتى عهد الرئيس السادات، ثم عهد مبارك.. كانت الجماعة هى البعبع
للنظام السابق وحاولوا أن يكرسوا ويوجهوا الإعلام فى هذا الاتجاه..
المهم
ذهبت للمرشد الدكتور محمد بديع وأنا أنتظر أن أجد إجابات شافية عن
تساؤلات، ومن خلفى ملايين المشاهدين.. وكان أهم أسئلة وجهتها له عن مفهومه
للديمقراطية.. وهل يريدون مصر دولة دينية.. وما مفهومهم للدولة المدنية..
وقد أجاب المرشد واستفاض، وما بين توقف التسجيل لتغيير الشرائط كنت أقول
للمرشد إن عليهم أن يطمئنوا الناس العاديين الذين لا ينتمون لأى تيار
سياسى أو دينى أن حكم الإخوان لن يضر المواطن، ولن تتحول مصر إلى
أفغانستان أو باكستان.. استمعت بإمعان لردود المرشد الإيجابية، لكن بقى
سؤال بداخلى: هل هناك توافق بين أعضاء الجماعة على ما قاله مرشد الإخوان،
أم أن هناك تيارات متباينة داخل الجماعة قد تختلف مع تلك الأفكار التى
طرحها، أم أن مبدأ السمع والطاعة الذى تؤمن به الجماعة ويقسم عليه أعضاؤها
سيكون هو الأساس فيما لو اختلفوا معاً أثناء إدارتهم شؤون البلاد؟.. لكن
هذا الأمر لن يستطيع أن يحكم عليه أحد بشكل مسبق والعبرة بالتجربة التى
يبدو أنها أصبحت قريبة.. أما ما لفت نظرى فى حوارى مع المرشد فهو تأكيده
أنهم لن يرشحوا أى رئيس جمهورية على خلفية دينية، لأنهم يخشون أن تلقى مصر
مصير غزة عندما حكمتها حماس.
الحقيقة أن هذه النقطة تحديدا جعلتنى
أطمئن إلى أن الإخوان لا يريدون رئاسة مصر، لكن ما زاد من فضولى عندما قال
المرشد إن هناك مرشحاً توافقياً وليس على خلفية دينية سيكون هو الرئيس
القادم لمصر، وعندما سألته من هو، رفض الإجابة، وإن كنت أشعر بأنه
يعرفها.. وهذا الرفض زاد من حيرتى.. إن حكم الإخوان قادم لا محالة خاصة
بعد تقدمهم الملموس فى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب.. لكن كيف
يحكمون مصر؟.. سؤال لن يستطيع أحد الرد عليه فى حوار صحفى أو تليفزيونى
لكن العبرة بالتجربة الفعلية عندما يشكلون الحكومة، ويتولون إدارة شؤون
مصر!!
وكلمة أخيرة.. حينما انتصر السلفيون فى بعض مقاعد الجولة
الأولى قال الدكتور عبدالمنعم الشحات: لقد انتصر الإسلام.. والسؤال الآن:
وهل بعد هزيمته انهزم الإسلام؟.. إن السياسى يكسب ويخسر، أما الإسلام فلا
يخسر أبدا، والسياسى يصيب ويخطئ والإسلام لا يخطئ أبدا، فهل فهمنا أن حبنا
للإسلام هو ما يدعونا لأن نحافظ عليه من أن يتهم بالباطل!!

» حوار مع توكل كرمان
» حوار مع الشيخ عمر مكرم «١»
» حوار بين مرشح رئاسى وشخص مهم
» شقيق سيد بلال فى حوار خاص للشروق
» حوار بين شاب ثورى ومواطن شريف