كم تساوي ....بقلمي

نولد وتبدأ رحلة الحياة بأفراحها وأحزانها ، بمشاكلها وأزماتها ومعاناتها ، بمسراتها ومضراتها وهمومها ...
ونحن فيها غارقين تأخذنا من الهدف الذي خُلقنا من أجله فى متاهاتها التي لا تنتهي إلا بنهاية حياتنا
ا فكم يساوي كل ذلك أمام لحظة الفراق ، لحظة خروج الروح من الجسد ، تلك اللحظة التي تبدأ فيها رحلتنا إلى الموت وتنتهي فيها رحلتنا مع الحياة والإنتقال لحياة أخرى وعالم آخر لاعلاقة له بما مررنا بهِ سوى الحساب على أعمالنا التي قمنا بها فهي إما إلى خلود في الجنة أو خلود في النار أو عذاب على قدر الذنوب والخطايا حتى يقضي الله أمره وحكمه برحمته الواسعة...
أتخيلها ونحن نستعد للإنتقال وما نواجهه من مشقة خروج الروح من الجسد وقد عاني الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه السكرات ففي مرضه كان بين يداه علبة فيها ماء فجعل يدخل يده ويمسح بها وجهه ويقول( لا اله الا الله ان للموت سكرات) وتقول عائشه رضي الله عنها (مارايت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم) فما بالكم بنا نحن المذنبين المخطئين فى حق أنفسنا نحن من غرتنا الدنيا بزائفها وزائلها ! ...
وندرك وقتها أننا نفارق من تعلّقت بهم قلوبنا راحلين بمفردنا في مكان مظلم موحش ليس معنا أنيس ولا جليس نواجه الحساب والجزاء الأخروي وهناك من يبكي على فراقنا ويتألم أشد الألم ولانستطيع أن نهون عليه أو حتى نلقي عليه كلمة سلام أو وداع أو طلب للدعاء له بالمغفرة والرحمة أو طلب السماح ممن أسأنا له
فهي لحظة تجمع المشقة وألم فراق الأحبة والخوف من الحساب ونحن فيها بين من اطمئن خيراً بحسن الخاتمة وبين من يستعد لملاقاة عذاب ما أقترفه من آثام
فكم تساوي الدنيا بما فيها أمام تلك اللحظة ؟؟!!
كم هي صغيرة الدنيا ضئيلة فانية زائلة تنسينا وظيفتنا الأساسية
وكم نحن مُقصرين في حق أنفسنا متناسين لحظة الموت وماهو منتظرنا

اللهم احسن خاتمتنا وهوّن علينا سكرات الموت واخرجنا من هذه الدنيا على خير واغفر تقصيرنا برضاك ورحمتك وعفوك يا الله