ثقافة بلا حدود
اهلا بك زائرنا الكريم في منتدي ثقافة بلا حدود
يسعدنا انضمامك الي اسرة منتدانا
تحياتي
ادارة المنتدي
ثقافة بلا حدود
اهلا بك زائرنا الكريم في منتدي ثقافة بلا حدود
يسعدنا انضمامك الي اسرة منتدانا
تحياتي
ادارة المنتدي
ثقافة بلا حدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بوابتك للمعرفة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإيمان وبناء إنسان الحضارة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خديجة الروح
Admin
Admin
خديجة الروح


رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1249
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
الموقع : https://thakafabh.alafdal.net/
العمل/الترفيه : محامية

الإيمان وبناء إنسان الحضارة Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان وبناء إنسان الحضارة   الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2012 4:21 pm


بقلم د/ على جمعة
يقول الله سبحانه وتعالى: (لِلهِ مَا فِى
السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ
تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ
مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) «البقرة: ٢٨٤»، إن هذه
الآية تلخص طريق المسلم فى حياته، وهو فى جميع أوضاعه وأحواله، بكلمات
يسيرات، ولما صدرت عن ربنا سبحانه وتعالى فى هذه البلاغة العالية كانت
دستوراً للمسلمين، ومنهاجاً للعابدين، وطريقاً للسالكين، وبياناً للمتقين،
ومن ثم لا يمكن بناء إنسان الحضارة دون التوقف عند هذه الكلمات.

فتفاعل
المسلم مع الآية يقتضى أن يعلن فى نفسه أن الله سبحانه وتعالى يملك ويخلق
ويرزق، يحيى ويميت، يُوجِد ويُفنِى، وهذه الآية القرآنية البليغة تبدأ
بصيغة القصر، حيث قدم الجار والمجرور، ففى لغة العرب تقديم الجار والمجرور
أو الظرف يدل على مزيد الاختصاص، فهى تساوى فى المعنى أن السموات والأرض
لله وحده.


وعبّرت الآية القرآنية عن الخلق بـ (ما) الموصولة ليدخل
فيها العقلاء وغير العقلاء، والأحياء والأموات، والمتحركون والساكنون،
والعالمون والجاهلون.

واستعملت الآية لفظ (السموات) بالجمع ولم
تستعمل (السماء) بالمفرد للتعظيم من شأنها، فإن سُمْك كل سماء مسيرة
خمسمائة عام، فضلا عن أن ما بين كل سماء وما بعدها مسيرة خمسمائة عام كذلك،
وذلك التعظيم يزيد من معرفة الإنسان بضآلة حجمه أمام هذا المخلوق العظيم،
بل بضآلة حجم الكوكب الذى يعيش عليه، فإنه لا يمثل حجم حبة الرمل فى
الصحراء.

يذكر الله فى هذه الآية أن له ما فى السموات والأرض، ويذكر
فى آيات أخرى أن له مُلك السموات والأرض، وذلك لدفع توهم الجاهلين أن الظرف
خارج عن مُلك الله، ولذلك كثر التأكيد على هذا المعنى فى أكثر من موضع
نذكر منها قوله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِن وَلِىٍّ وَلاَ
نَصِيرٍ) «البقرة: ١٠٧»، وقوله سبحانه: (وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) «آل عمران: ١٨٩».

وكذلك
قوله سبحانه وتعالى: (قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئًا إِنْ
أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِى
الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ)
«المائدة: ١٧». وقوله تعالى: (يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن
يَشَاءُ وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
وَإِلَيْهِ المَصِيرُ) «المائدة: ١٨». وقوله سبحانه: (أَلَمْ تَعْلَمْ
أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ
وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ) «المائدة:
٤٠».

والسؤال الآن: ما هو الأثر الإيمانى المترتب على اعتقاد الإنسان
أن لله ملك السموات والأرض وما فيهن؟ وكيف يكون ذلك مؤثراً على تكوين هذا
الإنسان ليبنى حضارته؟ ويتمثل الأثر الإيمانى فى التخلى عن كل ما سوى الله،
وبترك الاعتماد والتوكل على غيره سبحانه وتعالى حيث تيقن الإنسان أنه لا
أثر له فى الكون، ولا ملك ولا شرك مع الله فيه، ويترتب على تخلى الإنسان عن
كل ما سوى الله وعدم الاعتماد على أحد غير الله، وكذلك عدم الثقة إلا فى
الله ووعده، فهو وحده الذى يملك تنفيذ كل ما يعد لأنه لا مالك غيره ولا رب
سواه - يترتب على ذلك عدم الخوف من أحد حيث لا ملك ولا قدرة له ولا أثر له،
وما يظهر لنا فى الظاهر أنه من قدرة مخلوق وتأثيره هو فى الحقيقة فعل الله
أظهره عليه لاستقامة قوانين الأسباب، ولابتلاء بعضنا ببعض.

هذه
الحقيقة لابد أن تستقر فى نفوسنا فلا يملك أحد شيئًا من عالم الخلق ولا
عالم الأمر، وإن كان هناك مخلوق له من الأمر شىء لكان أعظم المخلوقات وسيد
الكائنات سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، إلا أن الله سبحانه وتعالى أخبره
بأنه لا يملك من الأمر شيئا، فقال تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ
شَىْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ
ظَالِمُونَ) «آل عمران: ١٢٨».

والوجه الآخر للأثر الإيمانى المترتب
على تيقن الإنسان أن لله ملك السموات والأرض وما فيهن، هو التعلق بالله
وحده، واللجوء إليه، وقصده والفزع إليه فى كل الحوائج، فإن القلب إذا تخلى
عن كل شىء سوى الله لم يجد فى قلبه إلا الله فلا يلجأ إلا إليه، ولا يعتمد
إلا عليه، ولا يثق إلا فيه سبحانه.

ما أعظم هذا الأثر الإيمانى الذى
يحقق التوحيد العملى لقلب المرء بجانبيه: جانب التخلى عن كل ما سوى الله،
وجانب التحلى بالاعتماد على الله وحده، وهو تطبيق كلمة التوحيد «لا إله إلا
الله»، فيشهد القلب أنه لا مؤثر فى الكون، ولا معبود، ولا قادر فى الكون
إلا الله وحده، فيتخلى عن كل المخلوقات العاجزة التى ليست لها قدرة ذاتية
على فعل أى شىء، ويتعلق بالله القادر وحده على فعل كل شىء.

ومن صفات
إنسان الحضارة أنه لا يلتجئ إلى المخلوق، ولا يعيش فى الترهات، ولا يتعلق
بكل ناعق ومنافق، ثم يتيقن بعد ذلك أنه لصدق توجهه، وصحة اعتماده على الله
يجازيه ربنا مغفرة ورضواناً، حيث يدخل فى قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن
سَيِّئَاتِهِمْ فِى أَصْحَابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِى كَانُوا
يُوعَدُونَ) «الأحقاف: ١٦».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://thakafabh.alafdal.net
 
الإيمان وبناء إنسان الحضارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثقافة بلا حدود :: المنتدى الإسلامي :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» تشرفت بكم
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 01, 2014 6:55 am من طرف amin Sy

» مقتطفات من كتاب الأسرار السبعة للزواج السعيد
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالإثنين يونيو 23, 2014 8:34 pm من طرف خديجة الروح

» على الجانب الآخر ...بقلمي
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:29 pm من طرف خديجة الروح

» خواطر فكرية .... بقلمي /
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:26 pm من طرف خديجة الروح

» التعصب وعلاجه....بقلمي
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2014 3:16 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال الشيخ محمد الغزالي
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2014 10:10 pm من طرف خديجة الروح

» حالنا ما أقساه ... !
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2014 9:58 pm من طرف خديجة الروح

» عن تهميش مادة التربية الإسلامية
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالثلاثاء مايو 06, 2014 6:03 pm من طرف خديجة الروح

» لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ و لِسَانُهُ
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالخميس أبريل 24, 2014 12:05 am من طرف خديجة الروح

» أثر القرآن على القدرة العقلية
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:58 pm من طرف خديجة الروح

» سجود التلاوة
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:52 pm من طرف خديجة الروح

» فضل مكة على سائر البقاع
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:47 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال "على بن أبى طالب" رضي الله عنه
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:29 pm من طرف خديجة الروح

» أروع ما قاله "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2014 11:26 pm من طرف خديجة الروح

» الخداع قاتل لصاحبه.....بقلمي /
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالسبت أبريل 19, 2014 10:52 pm من طرف خديجة الروح

» من أقوال د/ إبراهيم الفقي
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالجمعة فبراير 07, 2014 5:00 pm من طرف خديجة الروح

» في حضرتك
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 4:05 pm من طرف خديجة الروح

» مقتبسات من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ..لابن القيم الجوزية
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 04, 2014 3:35 pm من طرف خديجة الروح

» التوبة مفتاح الفرج
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالخميس يناير 30, 2014 9:02 pm من طرف خديجة الروح

» برغم كل السدود...بقلمي/
الإيمان وبناء إنسان الحضارة I_icon_minitimeالإثنين يناير 27, 2014 10:26 pm من طرف خديجة الروح