لماذا خلقنا الله تعالى

1- لماذا خلقنا الله : كي نعبده؟


2- وما الأهمية في ذلك بالنسبة لنا : الطمع بالجنة والفرار من النار


3- لكن ماذا بالنسبة لرب العزة ؟
العلة الغائية منفية عن أفعال
الله بل هي علة جعلية


4- إذا ما معنى
العلة الغائية والعلة الجعلية؟


العلة الغائية هي العلة التي تدفع الكائن للقيام بأمر ما من أجل الوصول
الى هدف ما. مثلا انا ارتدي المعطف لاحمي نفسي من البرد.


وهذه تتصور في حق الانسان
وليس في حق الله لان الله لا ينقصه شي ولا يحتاج الى غيره


ولكن هناك نصوص توهم بوجود
العلة الغائية؟ مثلا {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } انها
ليست كما نتوهم اذ لو كان ذلك لاقتضى ان يكون الله جل جلاله مستكملا الوهيته
بعبادة الناس وهذا منفي عن الله.


ولكن هل هذا يعني ان افعال
الله ليس لها هدف؟ معاذ الله اذ لو كان كذلك لكان هذا ضربا من العبث وهو منفي عن
الله {وَمَا
خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }افعال
الله تتصف بالحكمة ولها بالتالي علل ولكن يسميها العلماء علل
جعلية بمعنى انها علل متعلقة بالمصنوعات لا بالصانع


مثلا لماذا وضع المزارع القمح
امام الدجاج؟ العلة الجعلية هي ليأكل الدحاج ويسمن ولكن العلة الغائية التي دفعت
المزارع الى ذلك هي بيع الدجاج السمين.


إذا الجواب على
السؤال رقم 3: العلة من خلق الله للبشر هي
الامتحان والتكليف ولكن لا يحق لنا ان نسأل ابعد من ذلك فالعلل الغائية منفية عن
الله.


البشر اعتادوا على التعليل
والبحث عن السبب.. ولكن ما ينطبق على العباد لا ينطبق على رب العباد.. وكأن السائل
يتصور ان لله نفسية كنفسيات البشر وان علينا نحن البشر ان نحللها.


علينا ان نتذكر ان ما ينطبق
على المخلوقات لا يطبق على الله مطلقا { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }ولو كان الامر
كذلك لكان يحق لنا ان نسأل من خلق الله كما نسأل من خلق الكون


لو قدر للعبة الزنبرك ان تفكر
لظنت ان الذي اخترعها يتحرك بالزنبرك لأن هذا هو شكل العالم الذي اعتادت عليه.



لا عيب ان نسأل عن الحكمة من
افعال الله لا بل حتى الملائكة تسأل وتستفهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا
وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي
أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } لكن ان تأملنا من سؤالها ومن جواب الله
عليها نجد ان السؤال كان عن الحكمة من خلق البشر وليس عن العلة الغائية .. ارادت
الملائكة ان تعرف ما الذي يميز البشر عن الملائكة فاعلمها الله انها قابلية التعلم
حيث علم آدم الاسماء كلها. لم تسأل الملائكة عما يستفيد الله من هذا الامر او ماذ
يعني له :{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }


5- إذا لم لا نر
الحكمة في بعض الأمور؟ هذا يعود الى عدة عوامل:


- غياب الفهم
الصحيح للدين : مثلا لا نفهم الحكمة من وجود الشر على الارض او لماذا يتعذب
الناس بدون ذنب؟؟ الجواب لأننا ننظر الى الحياة الدنيا وكأنها الحياة كلها في حين
ان الاسلام يقول {وَمَا
هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ
لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }فكل من يتعذب
هنا ويصبر سيكون مصيره الجنة ان شاء الله. والاشارة اللطيفة هنا هو ان كثيرا من
الحكم من وراء احكام الدين لا تظهر الا باستجلاء مبادىء وأسس هذا الدين


- اختصاص الله
وحده بعلم الحكمة في بعض الأوامر: مع ذلك يبقى الذهن البشري قاصرا عن ادراك
الحكمة من بعض الامور مهما تعمق في الدين: مثلا ماذا عن عقاب الله القاسي للكفار
في النار؟؟ فهم مهما اذنبوا في الارض فلم يتعد كفرهم المئة عام فيكف يعاقبون على
ذلك بالخلود في النار؟؟ قد يبدو هذا الامر منافيا للوهلة الاولى لمفهوم العدل..
لكن علينا ان نتذكر ان الرد يكون من عدة وجوه: أولا ان الكفر بالله شيء عظيم جدا
والوجه الثاني هو ان الحكمة ليست بالضرورة ان تبدو لنا اذ قد تكون مما اختص الله
بعلمه. وثالثا لمن لم يقتنع يستطيع أن يطرح هذا السؤال أمام رب العزة يوم القيامة.